التأسيس والمجد المبكر
في مساء ليلة من ليال مدينة ميلانو الصاخبة التي اعتادت على استقبال القادمين لها عبر سواحل ايطاليا من جنود وبحاره وسياح .. وفي أحدى حاناتها التي يلتقي فيها أبناء المدينة عادة بعد عناء يوم عمل طويل .. كان يجلس في أحدى زوايا الحانة ثلاثة من الانجليز يبدوا لمن يمعن النظر فيهم أن نقاشاً حامياً وامراً مهماً يدور الحديث عنه .. كان هؤلاء الرجال وهم كيلبين ودافيس واليسون كمثل كثير من أبناء جلدتهم الذين يقيمون في ايطاليا ومدينة ميلانو لفترات طويلة للعمل خاصة في اعمال البحر والتجارة والأعمال الخاصة .. وكان النقاش يدور حول تأسيس فريق لكرة القدم في المدينة التي تعتبر حديثة العهد بهذه اللعبة وليس لها أنتشار كبير بين أبنائها .. ولم تكن تقام مباريات سوى التي تجمع الطلاب مع عمال المصانع الذين كانوا يستغلون خاصة فترة الصيف لإقامة بعض المباريات .. ورغم وجود فريق في المدينة يسمى ميديولانوم إلا أن الرغبة كانت في أنشاء فريق قادر على المنافسة ولكي يشارك في بطولة إيطاليا ..
كان السيد الفريد ادواردز وهو عسكري سابق في الجيش الانجليزي قبل أن يتجه لمجال التعليم من الذين اقاموا في مدينة ميلانو منذ فترة طويلة.. مولعا كما جميع الانجليز بلعبة كرة القدم التي عرفتها بلادهم منذ سنوات .. وكان من الذين يدعمون كرة القدم بشكل كبير ويشجعون أبناء المدينة على مزاولتها ..
لذا اتفق كيلبين ورفقاه على عرض الفكرة عليه وهو يثقون في تأييده لما عرفوا عنه حبه لكرة القدم وتشجيعه لها وبالفعل لم يخيب السيد ادواردز املهم بل جأت هذه الفكرة موافقه لطموح وأمنية السيد ادواردز نفسه ووجدوا كل المسانده ليس منه فقط بل جاء الدعم من رفقاه السيد بارنيت والسيد ناثان وهما انجليزيان يملكان بعض المشاريع في المدينة .. ولم يقتصر الأمر على هؤلاء فما أن سرت فكرة أنشاء فريق كرة القدم حتى قدم بعض ابناء المدينة عارضين دعمهم وتأييدهم لهذا العمل على رأس هؤلاء بيربلي ومعه كامبيريو وانجيلوني ودوبني وفاليريو .. والاخيرين لعبا ضمن أول فريق للميلان ..
وهكذا بدت الظروف مواتيه لأعلان تأسيس فريق الميلان بعد أن وجدت الدعم الكافي لإظهارها للوجود .. وفي يوم السادس عشر من الشهر الأخير لعام 1899م ومن داخل فندق دو نورد اعلن السيد ادواردز تأسيس ميلان للكريكت ونادي كرة القدم .. وجأت هذه التسميه لممارسه هاتين اللعبتين حتى تنتشر كرة القدم بشكل أكبر في المدينة .. ولم يعترض احد من الإيطاليين على تسمية ميلان باللغة الأنجليزية تقديراً واحترماً للدور الأنجليزي الرئيسي في تأسيس الفريق .. ولم يكتف بذلك بل تم تعيين السيد ادواردز ليكون أول رئيس في تاريخ الميلان وذلك لدوره الكبير وجهوده العظيمة حتى تحقق هذا الحلم .. ولما عرف عنه من حسن إدارة وقوة تصميم ليقود الميلان في هذه المرحله الاصعب ..
لم تمضي أيام قليلة منذ اعلان تأسيس الفريق حتى كثر المؤيدون والداعمون من أبناء المدينة .. وبدأ أبناء المدينة في التسجيل وكانت رسوم التسجيل تتراوح ما بين 12 و 20 ليره ..
بعد مرور شهر بالتمام منذ تأسيس الفريق انضم الميلان رسمياً إلى اتحاد كرة القدم الإيطالي في الخامس عشر من شهر يناير عام 1900م .. ولكي يبدأ المشوار كان لابد من إيجاد ملعب خاص للفريق فوقع الأختيار على حقل زراعي مفتوح ليكون ملعب للفريق وهو الذي تقع عليه الآن محطة ميلان المركزية ..
الانجليزي كيلبين .. اسم لن ينسى في تاريخ الميلان
كانت أول مباراة في تاريخ النادي امام فريق المدينة الآخر ميديولانوم في تاريخ 11 مارس عام 1900م وشهدت تلك المباراة أول فوز في تاريخ الميلان بنتيجة 3-0 وكانت تشكيلة الميلان في تلك المباراة مكونه من ( هود – سيجناغي – توريتا – كيلبين – فاليريو – دوبني – دافيس – نيفيل – اليسون – فورمينتي ) . وكان الإنجليزي كيلبين هو أول كابتن في تاريخ الميلان .. وكيلبين هو من أختار شكل قميص الميلان المكون من اشرطة عاموديه بالونين الأحمر والأسود والذي استوحاه من قمصان الأندية الإنجليزية في ذلك الوقت .. في 15 ابريل خاض ميلان أول مباراة رسمياً في بطولة إيطاليا وكانت امام تورينو خسرها الميلان بنتيجة 0-3 وخرج من البطولة .. لم تؤثر هذه النتيجة على معنويات ابناء النادي .. فالفريق حديث عهد بالمباريات والخصم هو تورينو يعتبر من أقوى فرق ايطاليا في تلك الفترة إلى جانب جنوى ..
كانت العزيمة كبيره على تقديم الأفضل في الموسم القادم وهذا ما حصل بالفعل ففي ثاني مشاركة للميلان في بطولة إيطاليا حقق مفاجأة كبيرة بفوزه ببطولة إيطاليا عام 1901م على حساب جنوى في النهائي بهدف دون مقابل .. وكان الميلان قد اقصى في مباراة قبل النهائي فريق جوفنتس بعد أن هزمه في تورينو بنتيجة 2-3 لتكون تلك أول مباراة بين الفريقين الكبيرين في تاريخ صراعهما الطويل .. هذه النتيجة المبكرة كانت مفرحه كثيرا لأبناء الميلان وضعته في مصاف الاندية الايطالية مبكراً ..
كان نظام بطولة إيطاليا يعتمد على مشاركة حامل اللقب في المباراة النهائية للموسم الجديد مباشرة لذا لم يشارك الميلان في المباريات الأولية وانتظر ليلاقي جنوى في النهائي الذي استطاع تعويض خسارته للبطولة السابقة والفوز على الميلان بنتيجة 2-0 بعد ذلك وفي السنوات الثلاث التالية ومع رحيل بعض اللاعبين مثل ليسون ودافيس وهود تفاوتت مشاركة الميلان في البطولة ولم يقدم النتائج المأموله حتى موسم 1906م ..
قبل بداية الموسم الجديد قام اعضاء الفريق بتعديل اسم النادي في موسم 1905م إلى ميلان لكرة القدم بعد أن اصبح الأهتمام كاملاً باللعبة وبات الفريق مشاركاً بشكل دائم في البطولة .. في عام 1906م وصل الميلان للدور النهائي المكون من ثلاث فرق بنظام الدوري وجاء ميلان أولاً مع جوفنتس في الترتيب العام للدور النهائي على حساب جنوى .. لذا اقيمت مباراة فاصلة لتحديد البطل انتهت في تورينو بالتعادل السلبي والمباراة الثانية في مبلانو واحتسب اللقاء بفوز الميلان بهدفين محققا البطولة الثانية في تاريخه ..
وفي 1907م استطاع الميلان الحفاظ على لقبه بطلاً لايطاليا وفاز بالمركز الأول على حساب تورينو واندريا دورا في الدور النهائي محققا الكاس الثالثة في تاريخه القصير الذي لايتعدى سبع سنوات من المشاركة في البطولة ..
الانقسام .. فالغياب
لم يكن احد ينتظر ما حدث لهذه القوة الرهيبة المسيطرة على مستوى ايطاليا والانقسام بين اعضاء الفريق إلى مجموعتين بسبب اعتراض البعض على مشاركة اللاعب الأجنبي .. فقبل بداية موسم 1908م كان هناك الكثيرين من الذين اعترضوا على مشاركة اللاعبين الاجانب مع الفرق الايطالية مما حدا باتحاد كرة القدم لمنع مشاركة الاندية التي لديها لاعبين اجانب لذا لم تشارك بعض الفرق القوية كفريق تورينو وجنوى وايضا الميلان حامل اللقب الذي لم يشارك بعد أن رفض اللعب بدون لاعبيه الاجانب .. لكن فئة من اعضاء الفريق كانت مؤيده لقرار المنع ومطالبه بالاستغاء عن اللاعبين الاجانب وفئة تريد الاستعانة باللاعبين الاجانب مما نتج عنه الانشقاق عن الفريق في بداية شهر مارس 1908م وتأسيس فريق خاص بها تم تسميته انتر ميلان ليكون فريق اخر منافس في المدينة ..
اقيم اول لقاء بين الفريقين في تاريخ 18/10/1908م وانتهت المباراة بفوز الميلان بنتيجة 2-1 وكانت تلك بداية التنافس والصراع الطويل في الديربي الاشهر في العالم بين ميلان والانتر طوال عقود لاحقه ..
السيد ادواردز وسط هذا التفكك الذي حصل لفريقه اثر أن يترك الرئاسة لرجل ايطالي هو بيريلي أحد أول الداعمين والمؤسسين لفريق الميلان الذي امتدت فترة رئاسته حتى عام 1929م ..
السنوات الستة التي سبقت الحرب العالمية الأولى لم يستطع الميلان الفوز باي بطولة وجأت مشاركاته متواضعه حيث لم يصل للدور النهائي حتى 1915م عندما حل رابعاً في الترتيب وهو افضل انجاز للفريق .. بعد ذلك توقفت بطولة ايطاليا بسبب الحرب العالمية الاولى لكن كرة القدم لم تتوقف واقيمت بطولات اقليمية كان الميلان فيها بطلاً لثلاث سنوات متتاليه لبطولة اقليم الشمال .. هذا الاداء الجيد من الفريق اعطى املاً لمشجعيه بالعوده للمستوى السابق بعد بدأ بطولة ايطاليا من جديد 1918/1919 لكن الفريق لم يستطيع الاستمرار في المنافسة طوال السنوات التالية وخرج من الدور نصف النهائي لثلاث مواسم متتالية منذ عوده البطولة .. ثم تردت نتائجه بشكل سيء حتى أنه لم يستطع تجاوز الدور الأول في اكثر من موسم .. قبل أن يرتفع مستوى الفريق بشكل اكبر في موسمي 1927 – 1928 الذي وصل فيه للادوار النهائية ..
نجم ايطاليا في الثلاثينات جوسيبي ميازا .
في موسم 1929/1930 تم استحداث بطولة الدوري الايطالي بنظامها الحالي serie A لأول مره بمشاركة 18 فريق وكان الطموح كبير لعل الميلان يعود لسابق عهده بعد أن تراجع مستواه كثيراً منذ فوزه بالبطولة عام 1907م .. لكن كانت البداية في اول موسم سيئة واحتل فيها الفريق المركز الحادي عشر ولم يتغير الامر في البطولة التالية التي جاء فيها في المركز الثاني عشر ليضل مستوى الفريق متأرجحاً طوال سنوات الثلاثينات وحتى توقف الدوري الإيطالي عام 1942م بسبب الحرب العالمية الثانية ..
كانت أفضل نتيجة يحققها في تلك الفترة هي في موسم 1937/1938 عندما حل ثالثاً في الترتيب وموسم 1940/1941 في نفس الترتيب .. ولعل هذه السنوات هي ابرز فتره يقدمها الميلان فقد وصل ايضا للدور قبل النهائي في كاس ايطاليا لاربع سنوات متتالية منذ عام 1935م ووصل للنهائي عام 1942م امام جوفنتس لكنه خسر البطولة وتعتبر هذه افضل نتيجة حققها الميلان .. وكان الميلان يملك لاعباً كبيرا وهدافا خطيرا هو بوفي الذي حقق لقب هداف الدوري لثلاث مواسم لكنه لم يحظى بالفوز باللقب ..
لكن بشكل عام كانت هذه الفترة امتداداً للنتائج المخيبه لفريق الميلان مما اصاب محبيه بالحسره والحزن وبدأ اليأس يأخذهم بعد ان صبروا كثيراً على الفريق املاً في عودته للبطولات فهو على مدى اكثر من ثلاثين سنة كان فريقا عاديا وأن ظهرت منه بعض المستويات الملفته في بعض المواسم لكنها لم ترتقي لطموح محبيه ..
في هذه الفترة كانت ايطاليا تحت الحكم الفاشي بقيادة موسوليني الذي لم تعجبه اصول ميلان الانجليزية لذا عمد إلى تغيير لبس الفريق وجعله مكون من شريطين عاموديين بنفس اللون على قميص ابيض .. ولم يكتفي الحزب الحاكم بهذا الامر بل عمد إلى تغيير اسم الفريق إلى ميلانو بالايطالية بدلاً من ميلان في فتره تدخل بها النظام الحاكم حتى وصل الامر إلى دعم بعض الفريق حتى تحقق الفوز بالبطولة الإيطالية .. ظل ميلان يلعب بهذا القميص حتى نهاية الحكم الفاشي لإيطاليا بعدها عاد الفريق إلى الزي السابق ..
عودة كتيبة الرعب
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عاد السيد تراباتوني لرئاسة الميلان التي سبق وأن تولاها في بداية الأربعينات .. كان نظام الدوري في موسم 1945م اعتمد بشكل مغاير يقضي بتأهل الفرق الأربعة من الدرجة الإولى مع الفرق الأربعة من الدرجة الثانية للعب في دوري من دورين .. ووصل ميلان لهذا الدور واستطاع الحصول على المركز الثالث متخلفاُ عن تورينو وجوفنتس وهي نتيجة جيده للفريق ..
في الموسم التالي عاد نظام الدوري الإيطالي من جديد للنظام السابق وعلى مدى موسمين جأت نتائج الفريق جيده ففي 1946م جاء الميلان رابعاً بعد أن حقق 19 فوز وفي موسم 1947م كانت نتائج الفريق مبهره بعد أن جاء في المركز الثاني خلف تورينو وبفارق 5 نقاط في موسم هو الاطوال في تاريخ الدوري ( 42 جوله ) .
الثلاثي السودي جرين ونوردال وليدهولم
منذ موسم 1948م كانت بداية عهد جديد للميلان مع قدوم الثلاثي السويدي نوردال ورفيقيه ليدهولم ثم جرين نجوم المنتخب السويدي حامل ذهبية اولمبياد 1948م .. ثم تولي المدرب المجري شزيزلر قيادة الفريق اصبح الميلان قوة كبرى في ايطاليا وادرك السيد تراباتوني انه قد اقترب من تحقيق حلمه .. ففي موسم 1948م قدم الميلان نتائج رائعه وجاء في المركز الثالث .. وفي موسم 1949م واصل الميلان تقديم عروضه الجيده واستطاع بقيادة هداف الدوري نوردال بـ (35) هدف وخلف جوفنتس بفارق 5 نقاط أن يحل ثانياً بعد أن حقق 27 فوزاً في 38 مباراة ..
كان فوز الميلان بالدوري الإيطالي منتظراً عطفا على قوة الفريق التي اظهرها ومنافسته الكبيرة على الدوري وهذا ما تحقق عندما توج الميلان بطلاً لموسم 1950/1951 قبل نهاية الدوري بجولتين متقدماً على الانتر ومحققاً 26 فوز ورقماً كبيراً من الاهداف بلغ 118 هدفا ومتوجاً نوردال هدافا للدوري الايطالي للمره الثانية ..
لكن الموسم التالي عادت البطولة لجوفنتس وجاء الميلان في المركز الثاني .. ورغم النتائج الكبيرة التي يحققها الميلان في هذه الفترة والاهداف الكثيرة التي يسجلها لاعبوه ومع المستويات المبهره التي يقدمها الفريق إلا أنه تعرض للتعثر في بعض المباريات جعلته يفقد المنافسه على الدوري في موسمي 1952-1953 ويحل ثالثاً ..
نجم الوسط سكيافينو .
في موسم 1954/1955 وبقيادة المدرب جوتمان بيلا استطاع الميلان الفوز باللقب الخامس بتاريخه متفوقاً على فريق فيورنتينا قبل جولة من نهاية الدوري .. وكان رئيس النادي تراباتوني قد ترك الرئاسة لاندريا ريزولي وهو رجل اعمال مشهور حمل على عاتقه دعم الميلان حتى يستمر في المنافسه .. في هذه الفترة رحل الهداف الكبير نوردال عن الميلان إلى روما بعد ان حقق لقب الهداف للمرة الخامسة في ست مواسم قضاها مع الميلان وتولى مهمة التسجيل للاعبين بيان وبيجماسكي ..
استطاع ريزولي الحصول على خدمات النجم الاورغواني سيكافينو ليقود وسط الفريق خلفاً للسويدي جرين .. لكن الفريق خسر لقب بطولة الدوري موسم 1955/1956 امام فيورنتينا الذي استطاع أن يفوز بالبطولة وحل الميلان ثانياً ..
الميلان لم ينتظر طويلاً بل استعاد لقب الدوري من جديد في موسم 1956/1957 ثم كرر الميلان الانجاز في موسم 1958/1959 بعد أن مر بفترة سيئة في موسم 1957 جاء على اثرها الفريق في المركز التاسع ..
الميلان لم يشكل حضوراً قويا في فترة الخمسينات في ايطاليا فقط بل استطاع أن يفوز بالكأس اللاتينية التي كانت تجري بين فرق ايطاليا والبرتغال واسبانيا وفرنسا مرتين اعوام 51-56 وقدم حضوراً جيداً في أول مشاركة له في دوري الأبطال الذي بدأ في موسم 1955/1956 فوصل ميلان للدور قبل النهائي لكنه خرج امام فريق ريال مدريد الاسباني .. ومره اخرى يقدم الميلان نتائج جيده في دوري الابطال عندما استطاع الوصول في موسم 1958 إلى نهائي البطولة لكنها خسرها أمام ريال بعد شوطين اضافيين ..
تعتبر فترة الخمسينات من افضل فترات الميلان محلياً حيث امتلك الفريق نجوم كبار وهدافين عظام حققوا نتائج لم يسبق أن حققها احد غيرها واعادوا الميلان للواجهه ..
الستينات .. الحضور الأوروبي
إذا كانت فترة الخمسينات للميلان هي التي شهدت حضور الميلان المرعب محلياً فأن فترة الستينات شهدت مشاركة الميلان بقوة في بطولة اوروبا واستطاع الفريق تحقيقها مرتين ... وتعتبر بحق هذه المرحلة اوربياً مرحلة فرق مدينة ميلانو الانتر والميلان التي فازت بها اربع مرات ..
كانت مشاركات الميلان القوية هي امتداد لما قدمه في الخمسينات ومع نجوم ضمهم في نهاية الخمسينات ابرزهم النجم البرازيلي التافيني احد ابطال كأس العالم 1958م بالسويد ليكون هو هداف الفريق القادم خلفاً للنجم السويدي نوردال .. وليصبح من اعظم لاعبي الميلان في تاريخه ..
ثم اتم الميلان اكبر صفقاته بانتقال النجم الصاعد ريفيرا من فريق اليساندريا باكثر من 200 الف دولار بعد رحيل النجم سيكافينو واضبح بعد ذلك ملك وسط الميلان واحد اعظم لاعبي كرة القدم ليس في الميلان فقط وانما في ايطاليا واروربا .. وقاد الميلان طوال 18 عاماً للعديد من البطولات والانجازات منها حصوله على لقب افضل لاعب في اوروبا عام 1968..
الهداف البرازيلي التافيني .
المدرب الكبير روكو
شكل النجمان ريفيرا والتافيني إلى جانب القيصر مالديني وجيوفاني ترباتوني ودانوفا وسورماني قوة الميلان في فترة الستينات وابرز لاعبيه .. ومع بيرو روكو المدرب الكبير والاسم الذي رافق الميلان في اغلب مرحلة الستينات وبداية السبعينات متوجاً بالعديد من البطولات مع الميلان في تلك الفترة .. كان نجاح الميلان اكبر في المشاركات الخارجية فقد حقق اربع بطولات في هذه الفترة ..
النجمان ريفيرا وتراباتوني .
بداية حضور الميلان في البطولة الاوروبية كان في موسم 1962/1963 على حساب بنفيكا البرتغالي في ملعب ويمبلي بقيادة مالديني الاب وبهدفي النجم التافيني .. محققا اول بطولة للميلان في دوري الابطال ..
وعاد الميلان للفوز بالبطولة مره اخرى في موسم 1968/1969 في ملعب سانتياغو برنابيو معقل ريال مدريد على حساب اجاكس الهولندي باربعة اهداف لهدف كان منها ثلاثية للنجم براتي ..
النجم براتي هداف الدوري 1967/1968
اكمل البطولات الأوروبية بفوزه بكأس الكؤوس الاوروبية في موسم 1967م على حساب هامبورج الالماني بهدفي هامرين .. وتعتبر هذه فترة الميلان الذهبية الأولى على الساحة الأوروبية ولم يقتصر ذلك الحضور على ذلك بل أكمل الميلان سلسة البطولات بتحقيق الكاس القارية على حساب استيديانتس الارجنتيني عام 1969م ..
محلياً الميلان فاز ببطولة الدوري مرتين في فترة الستينات اعوام 1962-1968 واستطاع ايضاً الفوز بكأس ايطاليا عام 1966م .. وتعتبر انجازات الميلان في البطولات المحلية اقل عن فترة الخمسينات رغم تواجد كل هؤلاء النجوم لكن الاهتمام كان اكبر في المشاركات الخارجية .. رغم ذلك ظل الفريق منافساً رئيسياً على البطولة المحلية اغلب فترة الستينات ..
الهدوء .. فالسقوط
تعتبر فترة السبعينات فترة هادئة في تاريخ الميلان مقارنة بما قدمه في العشرين سنة الماضية .. رغم ان الميلان ظل منافساً على بطولة الدوري إلا أنه لم يستطع الفوز بها ومع رحيل بعض النجوم وتدعيم الفريق باسماء جديدة وبقاء اسماء اخرى كريفيرا وبراتي وفيللا وبيجون ومالدرا في الفريق .. كان أبرز ما حقق الميلان هو الفوز بالكأس المحلية لموسمين متتالين 1971-1972 وتوجها بالفوز بالفوز بالكأس الأووربية عام 1972 على حساب ليدز يونايتد ..
اما في الدوري فلم تقنع جماهيره حصول الفريق على المركز الثاني لثلاث مواسم متتالية في بداية السبعينات وهي التي تعودت على الفوز بالبطولة رغم انه في موسم 1970 اضاع اللقب في الجولة الاخيرة ..
مع رحيل المدرب الشهير روكو تعاقب على الميلان اكثر من مدرب قبل أن تولى ابن النادي جيوفاني تراباتوني مسئولية تدريب الفريق بعد نهاية موسم 1975م في فترة تراجعت معها مستويات الفريق في السنوات التالية وتتأرجح نتائجه خاصة مع تقدم ريفيرا في السن وتراجع مستويات بعض اللاعبين ..
عاد روكو لتدريب الفريق وقيادة للفوز بالكأس المحلية على حساب الغريم الانتر بنتيجة 2-0 في سان سيرو لكنه في الدوري لم يقدم معه الفريق شي جديد ..
يتبع